مظاهر النقد والاستدراك عند الإمام بن الفرس الغرناطي: قضايا ونماذج

الملخص

هدفت الدراسة إلى بيان شخصية ابن الفرس النقدية، ومنهجه في الإفادة من العلوم  في توجيه النصوص الشرعية، وبيان آرائه وانتقاداته وترجيحاته، وذلك من أجل التعرف على تلك العقلية الناقدة بصورة عملية برصد حركاتها، لنصل من خلال ذلك إلى كيفية صناعته للنقد، وتعلم ممارسته، ولن يحصل ذلك إلا بمحاولة الولوج إلى داخل فكره، وهي مهمة شاقة تستلزم استنطاق النموذج المدروس، واستخراج خباياه قدر الطاقة. والمنهج المتبع في ذلك؛ هو استقراء النصوص في تفسير بن الفرس، ووصفها، وتحليلها والتعليق عليها. ومما توصلت إليه من النتائج في هذا الدراسة: أن الإمام بن الفرس مفسر ناقد بامتياز، بل أعتقده وصل إلى مرتبة الاجتهاد وجابها الكبار في ذلك، وأن منهج بن الفرس يرسخ التشريع الإسلامي، ويقويه في مبدئه حين يربطه بأصوله، ويهذبه حين يزهر ويتمر، فيحميه من آفات الخلافات التي لاخير فيها ومن الاضطرابات التي تعوق سلامته ونموه، فمنهج بن الفرس إذن منهج لايستغنى عنه التشريع الإسلامي في أي مرحلة من مراحله. ومن التوصيات المقترحة؛ أنه لا ينبغي تقديس النقول كلها، والاكتفاء بالنظر إلى المعاني والمناسبات دون الاهتمام بعلاقتها بالألفاظ وكيفية جنيها من قطوفها؛ ولأن ذلك قد يفضي إلى العمل بالضعيف والساقط والمضطرب من الآراء والأقوال، إن لم يؤد إلى الإيمان بالخرافات والعمل بها.