بلاغة الأساليب الحِجاجيَّة في الحديث النبوي (أسلوب الحوار أنموذجًا)

الملخص

يعد أسلوب الحوار من أهم الأساليب الحِجاجيَّة، وهو خاصيَّة من خصائص أسلوب الحديث النبوي وهو أسلوب محبب إلى النفس يلجأ إليه الدعاة والمعلمون للوصول إلى المعرفة وتأكيد الحقائق، ومن أجل ذلك اتخذه ﷺ وسيلة تعليمية، فقد تحاور مع كفار مكة وتحاور مع اليهود والنصارى وتحاور مع الصحابة لتعليمهم أمور دينهم؛ وكان هذا الأخير هو مجال البحث الذي كان من أهدافه: التوسع في دراسة البلاغة النبوية وجعل الحديث النبوي مجالًا للتطبيق العملي لكثير من الظواهر اللُّغوية والبلاغيَّة، توضيح بلاغة الأساليب الحِجاجيَّة ودورها في الحجة والإقناع، بيان أنَّ مصطلح الحِجاج مصطلح قديم عالجه القرآن الكريم وعالجته السنة النبوية وعالجه السلف قبل أن تُعالجه البلاغة الجديدة، إضافة جديد لحقل الدراسات البلاغية. وكان المنهج الاستقرائي الوصفي هو المُتَّبع في هذه الدراسة التي أظهرت عددًا من النتائج منها: أنَّ أسلوب الحِجاج من أهم النظريات في ظل تجدد الاهتمام بالدرس البلاغي في العصر الحديث أدّى إلى ظهور بلاغة جديدة اعتمدت على العلاقة اللازمة بين البلاغة ووسائل الإقناع. ومنها أنَّ أسلوب الحوار تقنية خاصة في العملية الحِجاجيَّة عند البلاغيين لها فعاليتها في الإقناع. ومنها أنَّ الهدف الأساس من الحوار في الحديث النبوي إظهار الحق وإزهاق الباطل وإقامة الحُجة والدليل فضلًا عما يقوم به من دور عظيم في تقريب المقاصد والمفاهيم. كما أنَّه الأسلوب الحضاري الأمثل للتواصل والتفاهم بين الناس.