محورية الوعي في البناء الحضاري من منظور القرآن: دراسة قرآنية اجتماعية
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
يتناول هذا البحث قضية الوعي بوصفه الركيزة المركزية في البناء الحضاري، من منظور القرآن الكريم. فالحضارة، وإن كانت ثمرة عوامل متعددة ومتشابكة، فإنّ الوعي يظلّ العنصر الجامع الذي يمنح تلك العوامل تماسكها ويحوّلها إلى قوة فاعلة. وفي ضوء التحليل القرآني والفكري، يمكن الوصول إلى نتيجتين رئيستين: الأولى أنّ تعدد العوامل المكوِّنة للحضارة، على أهميته، لا يكتسب فاعليته إلا إذا تركز في إطار الوعي الذي يُعيد تنظيمها ويوجهها نحو الهدف الحضاري؛ والثانية أنّ الوعي لا ينحصر في النخبة الحاكمة، بل إنّ وعي الشعب يشكّل شرطًا موازيًا للبناء الحضاري، سواء من خلال استجابته للنخبة المصلحة أو عبر وعيه الراشد بحقوقه وتمسّكه بالتوقيت والآليات المناسبة لتحقيقها. وانطلاقًا من ذلك، يوصي البحث بتوصيتين أساسيتين: الأولى دعوة النخبة والشعب معًا إلى استلهام دروس التاريخ لاستخلاص الأخطاء والمزالق الحضارية؛ والثانية توجيههما نحو تعميق الوعي بالإجراءات والآليات التي تُسهم في إدخال الدولة في الدورة الحضارية الصاعدة.
This research addresses the issue of consciousness as a central pillar in civilizational development, from the perspective of the Holy Qur’an. Civilization, though the result of multiple and interconnected factors, relies on consciousness as the unifying element that grants these factors cohesion and transforms them into an effective force. Based on Qur’anic and intellectual analysis, two main conclusions can be drawn: first, the multiplicity of factors constituting civilization, despite their importance, only becomes effective when concentrated within the framework of consciousness, which reorganizes and directs them toward the civilizational goal; second, consciousness is not limited to the ruling elite, as the awareness of the people constitutes a parallel condition for civilizational building—either through their responsiveness to the enlightened elite or through their mature awareness of their rights and adherence to the appropriate timing and mechanisms to achieve them.
Accordingly, the study offers two primary recommendations: first, to urge both the elite and the people to draw lessons from history to identify past errors and civilizational pitfalls; and second, to guide them toward deepening awareness of the procedures and mechanisms that contribute to placing the state on an ascending civilizational trajectory.
تفاصيل المقالة

هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution-NonCommercial 4.0 International License.
المراجع
١. أبو السعود، محمد بن محمد بن مصطفى. (د.ت). إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم (تفسير أبي السعود). بيروت: دار إحياء التراث العربي.
٢. الأخفش الأصغر، علي بن سليمان بن الفضل. (١٩٩٩). الاختيارين. تحقيق: فخر الدين قباوة، ط1. بيروت: دار الفكر المعاصر.
٣. الأصفهاني، أبو القاسم الحسين بن محمد (الراغب). (١٩٩٩). تفسير الراغب الأصفهاني: الجزء الأول (المقدمة وتفسير الفاتحة والبقرة). تحقيق: محمد عبد العزيز بسيوني. طنطا: كلية الآداب – جامعة طنطا.
٤. الأصبهاني، أبو نعيم. (١٩٨٦). دلائل النبوة. تحقيق: محمد رواس قلعه جي، عبد البر عباس، ط2، بيروت: دار النفائس.
٥. الأمين، محمد. (٢٠٠١). تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن. إشراف: هاشم محمد علي بن حسين مهدي، ط1. بيروت: دار طوق النجاة.
٦. الأمين الشنقيطي، محمد الأمين بن محمد المختار الجكني. (١٩٩٥). أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن. بيروت: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع.