قراءة نقدية في مناهج التأويل الحداثي للقرآن الكريم

الملخص

تعددت القراءات للنص الشرعي في العصر الحالي بغية النهضة والتحرر من قيود الجهل والتخلف، ومن هذه القراءات القراءة الحداثية التي تروم قراءة النص الشرعي بمناهج إنسانية حديثة مستوحاة من الفكر الغربي في تعامل مع النص المقدس، تعتمد منهجا خاصا في الفهم والاستنباط، وهي قراءة امتلكت من الجرأة ما جعلها تعيد قضايا في الفكر الإسلامي للنقاش من جديد، من زاوية نظر مغايرة، فاستحقت قراءة نقدية تقويمية. لأنها اعتمدت مناهج غربية تم اعتمادها لنقد النص الديني في الغرب، وإذا كانت قد استطاعت كشف فضح التحريفات التي طالت الكتب المقدسة في الغرب، فإن النص القرآني مغاير لها ومحفوظ من التحريف، وليس بالضرورة أن تعطي المناهج الغربية نفس النتائج التي تم التوصل لها في الغرب، لاختلاف الظروف والحيثيات المصاحبة لتدوين وحفظ الكتب السماوية لدى اليهود والنصارى. ومما يعاب على الحداثيين هو توسلهم بهذه المناهج في التأويل للنص القرآني للوصول إلى المضامين الحداثية الغربية. وستتناول هذه الورقات القراءة الحداثية للنص الديني من حيث المفهوم والقضايا المرتبطة به، منتقدا مناهج وأدوات التأويل، ثم مبرزا عيوب الإسقاط الحداثي لهذه المناهج على النص القرآني من غير تأصيل ولا تمحيص أو تكييف، ثم نقد الرؤية الحداثية للمدخل المقاصدي في فهم الشريعة الإسلامية وتطبيقها. واصفا لهذه القراءة، ومعلقا عليها ومنتقدا لها.