دور المتصوفة في حركة الجهاد الإسلامي ضد الممالك الصليبية الإسبانية ببلاد الأندلس دراسة تاريخية

الملخص

 تتركز هذه الدراسة حول دور الصوفية في الجهاد الإسلامي ببلاد الأندلس ضد الاعتداءات الصليبية من قبل الإسبان ومن يساندهم ويعاضدهم من صليبيي بلدان أوربا الغربية على ديار العرب والإسلام في تلك البلاد، منذ بداية نشأة التصوف الذي اتخذ شكل الزهد والنسك في بوادره الأولى وحتى سقوط غرناطة عام 897هـ/1492م. وقد تبين من خلال هذه الدراسة ان الدور الذي قام به مشايخ الصوفية ومريديها في الكفاح الحربي الإسلامي ضد الكيانات الإسبانية في الشمال، كان دوراً مؤثراً وفعالاً وله أثره الايجابي في خدمة القضية الوطنية الأندلسية، مما أدى الى تعزيز مكانة الصوفية في نفوس أهل الأندلس الذين أخذوا يميلون الى الزهاد والمتصوفة، وينظرون إليهم بعين الاحترام والتقدير، ويعملون على التقرب منهم والإقبال عليهم، الأمر الذي جعل بلاد الأندلس من أهم مراكز الصوفية هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى عملت السلطات الزمنية في بعض الفترات على التقرب من الصوفية ومحاولة كسب تأييدهم لها للاستفادة منهم في حرب الجهاد ضد الممالك النصرانية ومن يساندها من صليبيي أوربا الغربية، بعد أن رأت أنهم يشكلون قوة لها وزنها وتأثيرها في المجتمع الأندلسي، ولاسيما في فترة الحاجب المنصور العامري وبعض خلفاء الموحدين، وبشكل واضح خلال عهد سلاطين بني نصر في دولة غرناطة والذين عملوا على التقرب من الصوفية وأصحاب الكرامات.