ملامح التحضُّر في الرِّيف العراقي: دراسة جغرافية

الملخص

تُعدُّ ظاهرة التحضر في الوقت الحاضر من الظواهر المهمة، وتكاد تكون سمةً متكررةً في دول العالم كله، وإن كانت أشد بروزًا ووضوحًا في الدول النامِية، ويُشير مفهوم التحضر إلى الانتقال من الحياة الريفية أو المعيشية في الريف إلى حياة الحضر، ونلاحظ أن المجتمعات الريفية بدأت تُعاصر في الوقت الرَّاهن حالةً من شيوع مظاهر حضرية على نطاقٍ واسع، ويتصدَّر التكنولوجيا والإعلام، وتغيُّر الخصائص العمرانية في الريف قائمة الأسباب الكامنة وراء شيوع ظاهرة التحضر في الريف، وتقليل الفوارِق بين الريف والمدينة، ولأهمية ظاهرة التحضُّر في المجتمع الرِّيفي؛ فقد سلَّط هذا البحث الضوءَ عليها من خلال معرفة التحضر في الريف ومعرفة أبعاده وأهم النتائج التي تؤدي إليه، والكشف عن أهم المشكلات التي تُرافق عملية التحضر في الريف العراقي، كما ركَّز البحث على استعراض أهم ملامح التحضر في الريف، وقد توصَّل البحث إلى ضرورة الاهتمام بالخدمات الاجتماعية والتعليمية بشكل أوسع في العراق، من أجل توضيح مفهوم التحضر بالشكل الصحيح، وتزويد السكان بمعلومات أكثر عن التحضر، وخاصةً في المناطق الريفية، لتلافِي وقوع السكان في المفهوم السلبي الذي ينتج عنه مشكلات التحضر. كما توصَّل البحث إلى إنه على الرغم من الجهود التي بُذِلت لتطوير الريف العراقي وتحضُّرِه فإنه لا يزال يعاني من تدنِّي الخدمات الأساسية فيه من خدمات صحية وتعليمية وبِنى تحتية.