نحو النص وتماسكه والسبق العربي: دراسة تحليلية

الملخص

تهدف هذه الدراسة إلى التعرف على  نحو النص والتماسك النصي والسبق العربي، وبيان أن النص هو أعلى وحدة لغوية وأشدها، ومن ثم فقد عبر عنه بوجراند بأنه حدث تواصلي ولابد أن تتوافر فيه سبعة معايير للنصية وهي: السبك أو ما يسمى بالربط النحوي، والحبك وهو التماسك الدلالي، والقصد وهو الهدف من إنشاء النص، والقبول أو المقبولية، والإخبارية أو الإعلام، والمقامية وهي التي تتعلق بمناسبة النص للموقف، والتناص. وقد تعددت التعريفات نحو (مصطلح النص) وذلك بسبب أنه قد تبنته العديد من العلوم مثل علم اللغة والأدب، وعلم الاجتماع، وعلم الطب وغير ذلك من العلوم، بالإضافة إلى تعدد المدارس اللسانية واختلاف مناهجها قد أسهم في تنوع العديد من تعريفات النص، وكان من الصعب أن تتبنى هذه المدارس تعريفًا واحداً للنص. وأيضًا بيان أن التماسك النصي هو الذي يجمع بين العلاقات الشكلية والدلالية، وبيان أهميته الكبيرة في التعرف على ما هو نص، والربط بين الجمل المتباعدة زمنيًا، فهو تعلق العناصر النصية بعضها ببعض، بواسطة علاقات دلالية أو أدوات شكلية تساعد على الربط بين عناصر النص الداخلية من جهة والبيئة المحيطة به من جهة أخرى ليصل في النهاية إلى رسالة يتلقاها المتلق فيفهمها ويتفاعل معها إيجابًا وسلبًا. إن مسألة الترابط النصي أول من أدركها هم القدماء العرب في تراثهم، وأدركوا وجوه نظم القرآن الكريم، واتساق تراكيبه، ومناسبة خواتيم سوره لمطالعها، فالموروث اللغوي والنحوي والبلاغي بما يشتمل عليه من مفاهيم وقواعد تعد الأساس الفعلي والبداية الحقيقية لما يعرف اليوم بنحو النص.