المجاعات والأوبئة في قسنطينة خلال سنة 1866-1868 من خلال كتاب مجاعات قسنطينة لمؤلفه صالح بن محمد بن العنتري

الملخص

تعد هذه الدراسة رؤية تاريخية، نوضح من خلالها انتشار الأمراض والأوبئة والمجاعات في بلاد المغرب خلال القرن 19م والتي تخص منطقة قسنطينة التي سجلت لنا المصادر التاريخية مدى خطورة المجاعات التي عرفتها خاصة سنة 1866-1868م، بسبب الجوائح كالجفاف والجراد والثلوج والأمطار أو بسبب الاحتلال الفرنسي الذي تفاقمت في عهده آثار المجاعات والأوبئة، حيث أضر الوباء أكثر بالفئات الفقيرة وتسبب في أوضاع مزرية، واختلفت حدته حسب المناطق، وكانت قسنطينة الأكثر تضررا، خاصة بعد ارتفاع أسعار الحبوب، ونفاذ الأغذية من المخازن، وأصبح أهالي قسنطينة يلجئون لأكل الجيفة، وهذا ما أدى إلى انتشار الأمراض كالكوليرا والتيفوس وغيرها، وتكاثرت أعمال العنف والنهب من قبل الأهالي والتي زادت من حدة الفقر في قسنطينة.

ولهذا سنتناول في موضوع البحث المجاعات والأوبئة التي مست قسنطينة خلال القرن 19م معتمدين في ذلك على كتاب مجاعات قسنطينة لصالح بن محمد بن العنتري الذي قدم لنا في كتابه مختلف المجاعات والأوبئة والأمراض الفتاكة التي اجتاحت قسنطينة في نهاية عهد الدولة العثمانية وبداية الاحتلال الفرنسي، لكون أن المؤلف قد عاصر هذه الفترة فقد فصل في ذكر أسبابها وكذا نتائجها، فضلا على أنه تحدث عن دور الحروب والصراعات في خلق مثل هذه الأزمات خلال القرن 19م.