الأسلوب الخطابي في حِكَم نهج البلاغة: دراسة موضوعية

الملخص

يقوم الخطاب الأدبي على عنصرين أساسيين، وهما: (الصوت والمعنى)، إذ أنّ أحدهمالا ينفكّ عن الآخر، وبلحاظ الترابط ما بين هذين العنصرين نتلمّس أنّ الخطابة: هي ذلك الفن الّذي يتوقّف تحققه على المواجهة والمشافهة، حيث أنّ الإلقاء يؤثر بشكل ملحوظ على المتلقّي، موازنة بالكيفيّة الّتي يكون بها المتلقّي مع الكتابة، بالتالي فإنّ حجم التأثير النّفسي والعاطفي والتركيز والشّد الذهني حين الاستماع إلى خطبة معيّنة أكبر عند المتلقّي ممّا هوَ عليه حين القراءة لسطور معيّنة. لذا فإن إبداع المتكلّم يتحقّق في التكلّم بخطبة ما، وهذا بحد ذاته إنما هوَ استظهار للعمق الدلالي والفكري، والاستعمال الفنّي للأدوات الصّوتية، وأصدق تمثيل لما تقدّم هو الاستماع إلى الشعر والنثر. وموضوع بحثنا هوَ الأسلوب الخطابي لفارس الخطابة ومنشأها، الّذياجتمع فيه ما لم يجتمع في غيره، حتى بلغ أسلوبه من الصدق مستوىً ترفّع به عن السّجع المتكلّف، فبأسلوبه إنّما هوَ أبعد متكلّم عن التصنّع، وأقرب ما يكون من الصراحة والصدق في القول والفعل.