قلق الأصالة وسطوة التجديد: مراجعة في المصطلح السردي مثالاً

الملخص

اللغة أداة الفكر، والفكر رحمُها الأول، ولايمكن تصوّر أيَّة فعالية فكرية خارج حدود اللغة، ولو على نحو رمزي، لأَنّ اللغة قادرة على مَد التفكير بسلسلة من العلامات والرموز التي بوساطتها يستطيع نسج تأملاته العقلية البحتة، وهذا ما يستحيل تحقيقه خارج اللغة((فالتفكير والادراك يتحدان ويكونان قابلين للتوصيل من خلال اللغة فحسب، والتفكير واللغة يعتمد كل منهما على الآخر، ويتعذر الفصل بينهما)). من هذا المنطلق يسعى البحث لطرح مقدمة عن ماهية اللغة وسيرورتها الاجتماعية، وتأثير اللغات المجاورة في تكوينها، ليقف في آخر المطاف على مسألة غاية في الأهمية مفادها أنَّ التجديد أو التطور لا يتأتى للغة من رحم المفردات أو الألفاظ والصيغ الكلامية، بل لابد من فواعل تسهم في تفجير مكامن اللغة وجعلها في حالة دائمة من المخاضات لتوليد الألفاظ وشحن الدلالات وإعادة إنتاج ما أهملته الذاكرة الجماعية من اللغة، وبلا أدنى شك أنَّ أحد هذ المؤثرات هو الفكر، فالفكر يبادل اللغة سلسلة من الدلالات والمفاهيم والمعاني التي تظل بحاجة دائمة للخلق والابتكار في سبيل تحقيق السيرورة العقلية بوساطة اللغة، ولهذا سيقف البحث على جملة من الفواعل المؤثرة في تجديد اللغة وتطويرها.